السبت، 10 ديسمبر 2016

رأيت الناس (التجميعة الكاملة)

رأيت الناس (التجميعة الكاملة)

هذه الأبيات بعنوان (رأيت الناس) تعالج بعض المفاهيم والسلوكيات المعيبة في مجتمعاتنا بأسلوب نقدي للذات لاذع وكاريكاتوري .. وأوحت لي بها الأبيات الأصلية الأولي والتي اختلف في نسبتها لسيدنا علي رضي الله عنه أو للإمام الشافعي .. ولا أدعي الشعر أو الزجل ولست عالماً لأصولهما فمعذرة إن وجدتم ركاكة أو نشازا .. فهذا ما أُلهِمته واجتهدت في إخراجه قدر استطاعتي وأكون سعيداً بمن أهداني عيوبي وعرفني بها ناقدا.

كنت قد نشرت الأبيات مُفَرّقة علي مدار 32 تدوينة مُصَوّرة مصحوبة برسم كاريكاتوري مخصّص في كل مرة والآن أجمعها هنا مكتوبة كاملة في هذه التدوينة:


* قديماً قيل:
رأيت الناس قد مالوا .. إلي من عنده مالُ
ومن لا عنده مالُ .. فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس قد ذهبوا .. إلي من عنده ذهبُ
ومن لا عنده ذهبُ .. فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس مُنفضّة .. إلي من عنده فِضّة
ومن لا عنده فضة .. فعنه الناس مُنفضّة

* و أُكمِل فأقول:
رأيت الناس قد باسوا .. يَدَ من عنده ماسُ
ومن لا عنده ماسُ .. عليه الناس قد داسوا

رأيت الناس تَنْهَبِلُ .. علي من عنده إبلُ
ومن لا عنده إبلُ .. فعليه قد سيقَ الهَبَلُ

رأيت الناس قد وَثَقوا .. بِمَن ضَلّوا ومن فَسَقوا
وقومٌ للتُّقي عشِقوا .. أهانوهم وقد بَصَقوا

رأيت الناس لا تَنْصُبْ .. علي من عنده مَنْصِبْ
ومن لا عنده منصِب .. فَمَجْرورٌ وقد يُنْصَبْ

رأيت الوردَ والزّينة .. لِلَطْخٍ كَنَزَ بِخَزينة
ومن لم يَحْظَ بخزينة .. سَخيفٌ وابن لاذينا

وهذي الطيرُ والفُلْكُ .. لِمن قد غَرّهُ المُلْكُ
ومن لا عنده مُلْكُ .. فَلَيْلُ سَوادِهِ حُلْكُ

رأيت الناس زُلطانا .. عُيوباً .. كان سُلطانا
ومن لم يُعْطَ سُلطانا .. مُباحَ العِرضِ غَلْطانا

رأيت الوُدَّ واحترامات .. لِمَن قد سَتّفَ الدولارات
ومن لا عنده دولارات .. نَفَوهُ لأبعَدِ القارّات

رأيت السّيفَ والبُلطة .. بِخِدمةِ كُلّ ذي سُلطة
ومن لا عنده سُلطة .. لهُ الضّغطُ .. لهُ الجَلطة

يُجاري الجُلُّ ويُناغي ..كثيرَ الظّلمِ والباغي
ولكنّي رأيت الحقَّ .. يَدْمَغُهُ .. لَهُ لاغي

وهذا العَدلُ آمَنتُ .. فَذا وَلَدٌ وذي بِنتُ
لَهُ الدّولارُ قد صُنتُ .. وأمّا هِي .. لها السّنتُ

وكَيف يُهانُ ذو الشَيْبة .. وقَومي لا يَرَوا عَيْبا
وحَدَثُ السّنِّ ذو الخَيْبة .. بمالٍ يشتري الهَيْبة

رأيت الناس مُنحازة .. لمن سَيطر ومن حازَ
وذو الحقّ ومن عازَ .. يفِرُّ الناس من هذا

رأيت الناس لا تَهْجو .. إذا أُعطوا .. ويبتَهِجوا
فإن قَلَّ العطاءُ هَجوا .. بفُحْشِ القولِ قد لَهَجوا

رأيت الناس تَتَهالك .. علي ما ببالي وببالك
وبَعد الشّرِّ إن جالك .. فأخشي يَنْقَلِب حالك

رأيت الناس مُنبَهِرة .. بِتافهِ قولِ ذي شُهرة
وعالمُ لم يَنَل شُهْرة .. فلا نَعْيٌ ولا سَهْرة

رأيت الناس مُنشكِحة .. لمن لعُقولهم ضَحِكَ
وذو الجدِّ وما ضحِكَ .. يُسبُّ بكلّ ما وَقِحَ

رأيت الناس مَذلولة .. لمن يَملك يداً طُولي
وصُلْبَ الرّأسِ مَعدولا .. أُخيفَ بأُمّنا الغولة

رأيت الناس مُهتمّة .. بما لا يُعْلِيَ الهِمّة
وما تحتاجه الأُمّة .. إلي الإهمالِ قد ضُمَّ

رأيت الناس قد تُخْلِص .. لمُسْتًعلٍ دَعيٍّ لِص
وأمّا الصّادقُ المُخلِص .. يُشاعُ بأنّه مُفلِس

رأيت الناس تَتَوادع .. لِمُحْتالٍ أَشِرْ خادِع
ومَن بحَقيقةٍ صادِع .. فإنّ عِقابهُ رادِع

رأيت الناس هُم سُعَداء .. بِتَطْبيعٍ مع الأعداء
ويستجدُ أَخٌ بِنِداء .. يُصَدُّ يُعِدُّ أصلُ الدّاء

رأيت الناس قد ضَحّوا .. بِمَن مِن أجلِهم ضَحّوا
فما سَعِدوا ولا رَبِحوا .. ولا استَغنوا ولا صَحّوا

رأيت الناس تَتَكَبّر .. علي مَن حَلُمَ وتَصَبّر
ومن يطغي ويتجَبّر .. فَعَن حُبّكَ له عَبِّر

رأيت الناس تَتَغابي .. لمن في وُدِّهم ذابَ
ومن في العُسْرِ قد غابَ .. غدا كالأُسْدِ في الغابة

رأيت الناس لا تَهتَمّ .. أَنَقُصَ الخُلُقُ ذا أَمْ تَمّ
يُعادَي الأخُ .. يُسَبُّ العَمّ .. ودِينُ وعِرْضُ القومِ شُتِم

رأيت الناس شِبْهُ جِنان .. علي اللّعّيبِ والفنّان
وأمّا صاحبُ القرآن .. فَيَكْفيهِ رِضا المَنّان

رأيت الناس في خَلْطة .. أهذا الصّحُّ أم غَلطة
مبادِؤكم غَدَت سَلَطة .. وصار أذاني في مالطا

رأيت الناس لا تَسْتاء .. من الهَرْيِ من الإفتاء
لِكُلّ العِلمِ كَشَفَ غِطاء .. ويَجْهَلُ أَلِفُ باءٍ تاء

رأيت الناس مُحتَجّة .. من الأسعارِ في رَجّة
ذَكَرْتُ حَوادِثاً فَجّة .. وَقَد مَرّت بلا ضّجّة

وَمالي رأيتُ النّاسَ لم أَرَ نَفسي .. أبداً معاذَ الله ما أُبَرّيءُ نَفسي
فإنّي من الناس تَضْعُفُ نَفسي .. لَكَ بالثّباتِ وقد دَعَوتُ لِنَفسي

يريدُ الناس بي يأسا .. من الإصلاحِ .. لا بأسا
لَعلّ الله يَهدينا .. بِعِلمٍ يُصلِحُ الرّأسا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق