الخميس، 27 أكتوبر 2016

تجارب أولية في التحريك باستخدام البرنامج الواعد VPaint

لي اهتمام برسوم الكرتون والتحريك وخاصة ثنائية الأبعاد (2D Animation) و حينما تعرفت علي برنامج الفلاش (والذي غيّرت شركة أدوبي اسمه مؤخراً إلي أنيميت Animate) أحسست أني وجدت ضالّتي في هذا البرنامج العملاق والذي يعتبر بالفعل بيئة شبه متكاملة لإنتاج هذا النوع من الرسوم المتحركة .. وعرفت وجود أكثر من طريقة لإنتاج العمل ويعتمد أغلبها علي تجزئة الشخصية المطلوب تحريكها إلي عدة أجزاء علي عدة طبقات (طبقة لكل عضو من أجزاء جسم الشخصية) ثم الربط بين هذه الأجزاء إما عن طريق العظام والمفاصل وتعيين حدود الحركة المسموح بها لكل مفصل وإما يدوياً بتحريك العضو حول محوره مع عمل إطارات مفتاحية للمشهد بشكل عام (key frames) ثم عمل الإطارات البينية إما يدوياً برسم كل إطار كما في التحريك التقليدي (frame by frame as in traditional animation) وهو الأفضل فنيّاً والأصعب والمُستهلِك للوقت بصورة رهيبة .. ويكفي أن تعرف أن الثانية الواحدة من الرسوم المتحركة تحتاج لحوالي 24 رسمة تُعرض علي العين بسرعة لتُعطي الإحساس بالحركة الانسيابية .. وإما بمساعدة الكمبيوتر (in-between tweening) والذي يقوم بعمل الإطارات البينية بشكل تلقائي مما يُسهّل ويسرع العمل بشكل كبير .. لكن هنا يأتي التمايز بين البرامج والأساليب لوجود حدود وتقييدات لاستعمالها فهي إما أن تكون مجرد انتقال للعضو من إحداثيات لأخري ( بنفس الشكل والحجم أو بتعديل رياضي في الحجم والشكل بالاعتماد علي الإحداثيات ) أو بالدوران حول المحور .. وهي تعطي نتائج معقولة ولكن ليس بالإنسيابية وحرية الإبداع في الرسم الحر .. وهناك نوع من إخراج الإطارات البينية التلقائي في الفلاش يُدعي (shape tweening) ويُتيح تحوّلاً أكثر انسيابية وواقعية  ولكن يعيبه أنه  لا يُطبّق إلا علي الرسوم المُتجهة (vectors) وفي حدود الخطوط البسيطة غير المُعقدة مما يُحجّم الاستفادة منه إلا بعد عمل مُضني .
ثم اكتشفت قدَراً وجود تقنيات وبرامج جديدة تستخدم خوارزميات حديثة لعمل تلك التحوّلات بانسيابية وقُدرة أكبر علي التعامل مع الخطوط المعقدة ودون الحاجة لفصلها علي عدة طبقات .. ولفت نظري بشدّة هذا البرنامج الواعد مفتوح المصدر (VPaint) والذي لا يزال حتي الآن في نسخة تجريبية ينقصها الكثير من الأدوات الضرورية لبرامج التحريك ولكن يَعِد مُطوّره بظهور النسخة الرسمية الأولي في 2017 م بإذن الله .. وقد قمت بتلك التجارب الأولية السريعة وغير المُتقنة للتعرف عن قرب علي إمكانياته وأتوقع له مستقبلاً مُميزاً في هذا المجال.
وأرجو ممن لهم تجارب في التحريك أن يُشاركوا برأيهم وتجاربهم سواءً بهذا البرنامج أو بغيره.